الحكم الراشد والعدالة الاجتماعية كفيلان بعكس الهجرة في افريقيا حسب سعيدة نغزة

 

شاركت رئيسة الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائريةCGEA السيدة سعيدة نغزة الى جانب وفد جزائري رسمي ضم وزير العمل والتشغيل والضمان الإجتماعي تيجاني حسان هدام وسفير الجزائر في كوت ديفوارفي الإجتماع الإقليمي الإفريقي الرابع عشر لمنظمة العمل الدولية بالعاصمة الايفوارية ابيدجان. و سجل الاجتماع حضور غاي رايدر مدير منظمة العمل الدولية، وتشارك السيدة نغزة الى جانب صفة رئيسة الكنفدرالية بصفتها رئيسة منظمة أفريكا بيزنس جوبس افريكا و كذا بيزنسماد

و تناول  الاجتماع موضوعًا أساسيًا  لمستقبل إفريقيا ، ألا وهو مستقبل العمل  أو الشغل في هذه القارة التي تواجه العديد من التحديات و الرهانات،و كانت للسيدة نغزة عدة لقاءات  على هامش الاجتماع،قبل أن تتوجه الى ايطاليا للمشاركة في الطبعة الخامسة لمنتدى روما للحوار المتوسطي ( ماد 2019 )، الذي تحضره كبار الشخصيات السياسية و الإقتصادية، في دول حوض البحر المتوسط.

و أكدت نغزة في مداخلة لها في اجتماع أبيدجان على أن "التنمية المستدامة تعتمد أساسا على المساهمة المتناغمة للأطراف الفاعلة الثلاثة "،مضيفة  أنه" لا يمكن أن يكون هناك تنمية مستدامة دون اعتماد و ارساء سياسات ملائمة ، من حيث التكوين الأكاديمي والمهني ، و ضمان حقوق العمال والحماية الاجتماعية ، واحترام البيئة."

 و شدد نغزة أنه " يجب التأكيد في هذا المقام على أن  أفريقيا  تتمتع  بنقاط قوة  و مزايا  معتبرة ، حيث تتجاوز معدلات و نسب النمو الاقتصادي المسجلة  في القارة 03 في المائة ،  ناهيك عن احتياجاتها الهائلة في مجال البنية التحتية الأساسية ، واحتياجاتها الاستهلاكية ، وقوة نموها السكاني ،  إضافة الى أهمية مواردها الطبيعية التي تشهد أسعارها انتعاشًا  محسوسا و قويًا."

 و تظل آفاق الاستثمار في أفريقيا  في اعتقاد رئيسة الكنفدرالية مثيرة جدا للاهتمام وواعدة، حيث توفر منطقة التجارة الحرة القارية (ZLECAF) إمكانية الوصول إلى سوق كبير.

و على الرغم من ذلك ، تواجه أفريقيا تحديات كبيرة بسبب تخلفها الاقتصادي والقيود التي تفرضها السوق غير الرسمية والفساد المستشري وتهريب رؤوس المال إلى الخارج و تفشي الفقر  الى جانب التقلبات المناخية و استفحال التوترات و الأزمات والصراعات في بعض أجزاء نصف الكرة الأرضية.

 و يتمثل التحدي الأكبر في تغيير الفكرة الراسخة  بشأن إفريقيا التي تحولت إلى تصدير مواردها الطبيعية الخام ، واستيراد معظم سلعها ومعداتها  و تجهيزاتها من الخارج.و عليه وجب مواجهة و محاربة هذه الفكرة  السائدة بين الأجانب ، ولكن أيضًا لدى العديد من  إخواننا و مواطنينا الأفارقة ، وخاصة بين فئة معينة من المسؤولين.

و اعتبرت نغزة في ذات الصدد  أنه"لا مناص من التأكيد على أنه لن تكون هناك تنمية اقتصادية مستدامة في أفريقيا ، بدون حكم راشد ، مصمم على  التطبيق الفعلي ، لمختلف المواثيق والقرارات الدولية التي تم التصديق عليها."

و تتمتع  إفريقيا بطاقات بشرية شابًة تمرست وتحكمت في تكنولوجيات الاعلام و الاتصال الحديثة،  كما نجد مبدعين لشركات ناشئة بآداء عالي ، و التي تقدم حلولًا وعمليات مبتكرة يمكن أن تستخدم في جميع القطاعات الاقتصادية ، مثل الصناعة والزراعة والبيئة والصحة والخدمات. و لا يطلب هؤلاء الشباب سوى المساهمة في تنمية بلادهم. فلنضع إذن تحت تصرفهم آليات الدعم و المساعدة و دعونا نعطي الأمل لشبابنا ، من خلال العمل اللائق و المناسب، والسماح لهم بالممارسة في ظروف أفضل وراتب أو أجر يتيح منحهم الفرصة لضمان مستقبل واعد. و لا يتعين أن نتركهم يستشرفون آفاق المستقبل، إلا من خلال الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا ، عبر قوارب الموت.

و قالت نغزة في معرض حديثها " لا شك أن الحكم الراشد والعدالة الاجتماعية والعمل اللائق و الملائم سيعكس اتجاه هجرة الأدمغة ورأس المال ، و يشجع عودة المهارات و الكفاءات و يضمن زيادة  معتبرة في  مجال الاستثمار الأجنبي المباشر ، من أجل  ضمان طفرة اقتصادية معتبرة في هذه القارة التي تعد مهد الإنسانية.و من الآن فصاعدًا، يجب على بقية العالم التعامل مع  القارة الإفريقية، على قدم المساواة ، مع الاحترام المتبادل ومنظور أو مقاربة تحقيق الطرفين للمكاسب."

من جانب آخر،لاحظت نغزة "من غير المتصور و غير  اللائق  أن يتم  حصر المتعاملين الاقتصاديين الأفارقة ، في مستوى التسول و الاستجداء للحصول على تأشيرة ، لإتمام مشاريع شراكة ، رغم أن الطرف الأجنبي يبقى المستفيد الرئيسي في الغالب" لتستطرد "و بصفتي رئيسًة للكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية CGEA و بيزنس أفريكا Businessafrica و بيزنسماد Businessmed ، لا يسعني إلا أن أجدد استعدادي الكامل للدفاع عن  مجال التكامل الاقتصادي لأفريقيا ، و مضاعفة حركة التجارة داخل إفريقيا وزيادة التجارة  بين إفريقيا وأوروبا."

و خلصت نغزة في حديثها "استغل هذا المنبر لأعبر عن الاستنكار و  شجب القرار الذي اتخذه البرلمان الأوروبي والذي يأتي في وقت يستعد فيه الشعب الجزائري للذهاب إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس للجمهورية بعد حراك سلمي والمرافقة المهنية العالية من الجيش  الوطني الشعبي وكافة أسلاك وقوات الأمن المختلفة ، بمجرد الانتهاء من وضع الأدوات  القانونية والأطر التنظيمية لضمان حرية وشفافية و نزاهة العملية الانتخابية كجزء من العملية الديمقراطية  التي تعكس التغيير الذي  تعرفه البلاد. "

 

 

Add new comment